تكيفات الحشرات :
الارجل : تكيفت أرجل الحشرات للعديد من الوظائف. فللخنافس أرجل بمخالب للمشي والحفر في التربة أو الزحف تحت القلف (لحاء الشجر). وللذباب أرجل للمشي زودة بوسائد في نهاياتها تمكنها من المشي والالتصاق بالأسقف وهي مقلوبة. وقد تكيفت أرجل النحل لجمع حبوب اللقاح، في حين تكيفت الأرجل الخلفية للجراد وصرصور الليل للقفز. وكذلك تكيفت أرجل حشرة صرصور الماء للمشي فوق سطح الماء؛ حيث يوجد على أرجلها وسائد مغطاة بشعر لا يلتصق به الماء ولا يكسر التوتر السطحي للماء!
تكيفات الفم : تكيفت أجزاء فم الحشرات للغذاء الذي تأكله. ادرس الجدول 2-8 ،وأعط أمثلة على أجزاء الفم في الحشرات ووظائفها.
الأجنحة : الحشرات هي اللافقاريات الوحيدة القادرة على الطيران؛
فأجنحة الحشرات ما هي إلا نمو خارج من جدار الجسم. يتكون الجناح من طبقتين غشائيتين رقيقتين من الكايتين، وهي المادة نفسها التي يتكون منها الهيكل الخارجي لها.
وللأجنحة عروق ثابتة تعطيها قوة. وقد تكون الأجنحة رقيقة كما في الذباب، أو سـميكة كمـا فـي الخنافـس. تغطـي أجنحـة الفـراش والعث زوائـد دقيقة (حراشف) مهمة في الطيران، الشكل 16 - 8 .يتطلب الطيران حركات معقدة للأجنحة، مثل الدفع إلى الأمام، والرفع إلى أعلى، والتوازن، والتوجيه، وهذه كلهـا حركات مهمة. لذلك فإن معظم الحشـرات تحرك أجنحتها على شـكل رقم8 .
اعضاء الحس :
للحشرات العديد من التكيفات في أعضاء الحس، ومنها قرون الاستشعار والأعين للإحساس ببيئاتها. وللحشرات أيضا
ّ تراكيب شبيهة بالشعر حساسة للمس والضغط والاهتزاز والرائحة. وهي قادرة علـى تحديـد الحركة؛ إذ ترصد الحشـرة التغيرات في اتجاه الهواء باسـتعمال مئات الشعيرات التي تغطي أجسامها. تحس بعض الحشرات بأمواج الصوت المحمولة في الهواء باسـتعمال أغشيتها الطبلية، في حين يرصد بعضها الآخر الاهتزازات الصوتية الصادرة عن الأرض، بخلايا حسية على الأرجل.
شـعر الكثير من الحشـرات بالمواد الكيميائية بواسـطة مسـتقبلات كيميائية للذوق والشـم توجد على أجزاء الفم، أو قرون الاستشـعار، أو الأرجل. بعض الحشـرات كالعث قادرة على تحديد الرائحة على بعد عدة كيلومترات. الإشـارات الكيميائية -
فرمونات- تمكن الحشرات من التواصل لجذب شريك التزاوج، أو لتجميع الأفراد في مستعمرات كبيرة لتهاجر، أو لتبقى على قيد الحياة في الطقس البارد.
التحول في الحشرات :
تضـع معظـم الحشـرات بيوضها في مـكان يكثر فيه الغـذاء لصغارهـا بعد الفقـس. إن الحشـرات البالغة لا تسـتعمل عـادة مصدر غذاء يرقاتهـا، وهذا يمنع التنافـس بينهما على الغذاء، ويزيد فـرص بقائها، وخصوصا إذا كان الغذاء نادرا. بعد أن تفقس البيوض تمر معظم الحشـرات بسلسـلة من التغيرات من اليرقة إلى الحشرة البالغة وتسمى هذه التغيرات التحول.
التحول الكامل : تمر معظم الحشـرات بأربع مراحل من التحول الكامل: بيضة، يرقة، عذراء داخل شرنقة، حشرة كاملة. ويبين الشكل 17 - 8ما تسمى اليسروع (caterpillar ،(ولها أجزاء فم قارضة، اليرقة التي تشبه الدودة، غالبوتتغذى بشراهة بالغة. تتحول إلى عذراء داخل شرنقة pupa لا تتغذى، وتتحول بعد ذلك إلى الشكل البالغ، الذي يتغذى ويتكاثر مجددا.
التحول غير الكامل : الحشـرات التي تمر بالتحول غير الكامل تخرج من البيوض على شكل حورية nymph وهي شـكل غير ناضج جنسيا من الحشرات- يشبه الحشرة البالغة دون أن تكون لها أجنحة كاملة. بعد عدة انسلاخات تصبح الحوريات حشرات بالغة مجنحة.
مجتمعات الحشرات :
الحشـرات- ومنها نحل العسل والنمل والنمل الأبيض- تتعاون فيما بينها في النشـاطات الأساسية لبقائها، وللنحل مجتمع معقد، حيث تعيش 70 ألف نحلة في الخلية الواحــدة، مقسمــة إلى 3 فئات من أجل البقاء. الفئة الاجتماعية cast هي مجموعة من الأفراد ضمن مجتمع تنجز أعمالا محددة. ففي خلية النحل ثلاث فئات اجتماعية، هي الملكة والعاملات والذكور. العاملات إناث لا تتكاثر، تقوم بجمع الرحيق وحبوب اللقاح، وتبني قرص العسـل، وتصنع العسـل، وتعتني بالصغار، وتحرس خليـة النحل. يقوم ذكر النحل بتلقيح الملكة، والملكة هي الأنثى الوحيدة القادرة على التكاثر.
الحشرات والانسان :
الحشـرات جزء متمم للنظام البيئـي على الأرض. معظم أنواع الحشـرات غير ضار بالإنسـان؛ فالحشـرات تلقـح معظـم الأزهـار، وتنتـج العسـل والحرير اللذين يشـكلان غذاء وكسـاء للإنسـان، كما تشـكل الحشـرات مصدرا لغذاء الطيور والأسـماك وحيوانات أخرى. يمكن أن تكون الحشرات ضارة بالإنسان. فالقمل والحشرات الماصة للدم تتطفل على الإنسـان. وتحمل البراغيث الطاعون، كما ينقل ذباب المنزل حمـى التيفوئيد، وينقل البعوض مرض الملاريـا، والحمى الصفراء، وفيروس حمى غرب النيل. ويسـبب العـث الغجري تدميرا كاملا لأجـزاء من الغابات، أمـا ذبابـة الرمـل فتنقل مسـبب مـرض الليشـمانيا كما يدمر الجـراد Locust- نـوع مـن الجنـادب- المحاصيـل الزراعية والغطـاء النباتي عموما مما يؤدي إلى خسائر فادحة ما لم يتم مكافحته.
كيـف يمكـن السـيطرة على الأضـرار التي تسـببها الحشـرات؟ فـي الماضي، اسـتعملت المواد الكيميائية دون تمييز للسـيطرة على الحشـرات. وقد سـبب الاسـتعمال المفـرط للمـواد الكيميائية خللا بالسلاسـل الغذائيـة، وفي أعداد
الحشـرات المفيدة، كما تطورت لدى الحشـرات مقاومة للمبيدات الحشـرية.
وقـد أصبح اسـتعمال المقاومـة الحيوية أكثر أهمية الآن، الشـكل 19 - 8 ،كما أصبـح اسـتعمال الإدارة المتكاملة للآفات المسـببة للأوبئة أسـلوب يتبعه كثير مـن المزراعيـن في يومنا هـذا، وهذا يعطي فرصـة طويلة الأمد للسـيطرة على
الحشـرات الضارة. وتسـتعمل هذه الاسـتراتيجية أنواعا نباتية مقاومة، وتدوير زراعة المحاصيل، وتحديد أوقات الزراعة الحرجة، مع استعمال كميات قليلة من الكيماويات في الأوقات الحرجة للسيطرة على الحشرات المؤذية.